من أبحاث المؤتمر العالمي العاشر للإعجاز العلمي في القرآن والسنة بدولة تركيا1432هـ – 2011م
د. ملوك محمد الخزان
جامعة الملك عبدالعزيز-جدة
ملخص البحث:
في هذه الدراسة تم إظهارحقيقة علميه مرتبطة بعلم البيئة كإعجاز علمي في القران وهوالطلالمسمى علميا بالندى وورد ذلك فيقوله تعالى ( ومثل الذين ينفقون أموالهم ابتغاء مرضاة الله وتثبيتاًمن أنفسهم كمثل جنة بربوة أصابها وابل فأتت أكلها ضعفين فإن لم يصبها وابل فطل والله بما تعملون بصير) البقرة( 265)
الحقيقةالعلمية: أثبت العلم حديثاً أن الندى يلعب دوراَ مهما في حياة النبات حيث إن هناك مدد مائي لن ينقطع ، وهو الندىالذي تعتمد عليه النباتات أكثر من اعتمادها على مياه الأمطار في بعض البيئات لكونها تستطيع أن تمتص قطرات الماء المتكاثفة على سطح أوراقها(أصول الجغرافيا الزراعية 1406 هـ) ، ولما له من أهمية كبرى فإن الوسائل التكنولوجيا الحديثة اتجهت إلىإنشاء مصائد للضباب في سقاية مزروعات المناطق الجافة .
أوجه الإعجاز: مما سبق ذكرهتتضح لنا أهمية الطل لسقيا النبات ، وإذا علمنا أن النبات لا يستفيد من المطر إلا إذا تغلغل إلى التربة وبعدها يمتصه النبات ، لذلك فإن المطر الخفيف لا يمكنه الوصول إلى باطن التربة حتى يتمكن النبات من امتصاصه ، وقد وضح الله سبحانه وتعالى أهمية الطل في صورة علمية مترابطة ومقننة ، حيث ربط الإمداد المائي الذي ذكره بمسمى وابل وطل بالجنة التي معناها أصناف مختلطة من النباتات ، ومنها ما هو ذو جذور ضحلة ، ومنها كذلك ذو جذور عميقة ومتوسطة العمق ، وهذا يظهر ماذكره الخالق من أهمية بالغة للإمداد المائي الحاصل من الندى لتلك النباتات باختلافاتها من أشجار وزروع والتي لها القدرة على امتصاص الندى من على سطح أوراقها ، وهذا ما أثبته العلم حديثاً. ولو كان الإمداد هو المطر الخفيف كما ورد في معنى كلمة ( الطل ) الذي جاء في تفسير بعض المفسرين لوجدنا أن هذا الإمداد يفقد جزءاً منه أثناء هطوله بالتبخير ، وذلك في طبقات الجو ؛ خصوصاَ إذا كان الهواء حاراَ ، وكذلك لا يمكن أن يستقر هذا المطر على سطح الأوراق بعكس ماء ( الندى ) الذي يستقر على الأوراق لفترة تمكن النباتات من امتصاصه للاستفادة منه ؛ حيث إن النباتات تمتص الندى المتجمع على أوراقها عن طريق أدمة الخلايا العادية ، أو عن طريق خلايا متخصصة في بعض المناطق الجافة ، وقد يتساوى ما يتجمع من الندى خلال العام بما يعادل حوالي 1.5 بوصة من الأمطار ، ويعتبر هذا كافيا لاستحثاث نمو الأنسجة المرستيمية مما يحقق نمو النبات .
ومن السابق يتضح بأن ما ذكره الخالق عز وجل عن أهمية الندى للنبات يمثل سابقة علمية وردت في القرآن ، وبحساب تاريخها بطريقة العوضي 2009 م اتضح تاريخها مابين 622م إلى 632م في الوقت الذي اكتشفت فيه هذه الحقيقة حديثاَ ، وهذا يعنى بأن هذه الظاهرة البيئية ذكرت في القرآن قبل بداية تاريخ أسس علم البيئة ؛ والذي يقدم لنا بالتالي أنموذجاً من نماذج الإعجاز العلمي في هذا الكتاب الكريم ..