الضغط الجوي


الضـغـط الجـــوي

قال تعالى: ﴿فَمَنْ يُرِدِ اللَّهُ أَنْ يَهْدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلْإِسْلَامِ وَمَنْ يُرِدْ أَنْ يُضِلَّهُ يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقًا حَرَجًا كَأَنَّمَا يَصَّعَّدُ فِي السَّمَاءِ﴾ الأنعام: 125

 

الدلالة النصية:

تشير الآية الكريمة إلى أن صدر الإنسان يضيق إذا صعد في السماء ويشعر بشدة مع تماديه في الصعود تتجلى هذه الشدة بضيق الصدر، وتتابع الأنفاس من ناحية ومن ناحية ثانية الحرج الذي يشرف صاحبه على الموت اختناقاً بسبب قلة الأكسجين وتخلخل الهواء.

 

الحقيقة العلمية:

كلما ارتفع الإنسان في السماء انخفض الضغط الجوي وقلّت كمية الأوكسجين مما يتسبب في حدوث ضيق في الصدر وصعوبة في التنفس وتزايد في معدله نتيجة الجوع للأوكسجين Oxygen Starvation، فإذا لم يتوفر الهواء وتزايد طلب خلايا الجسم له لتقوم بوظائفها يصاب الإنسان بفشل الجهاز التنفسي ويهلك، ولكن المعرفة بتركيب الجو كانت خافية إلى أن أثبت باسكال Pascal عام 1648م أن ضغط الهواء يقل مع الارتفاع عن مستوى سطح البحر، وتبين لاحقاً أن الهواء أكثر تركيزاً في الطبقات القريبة من سطح الأرض، فتتجمع 50% من كتلة الهواء ما بين سطح الأرض وارتفاع 20 ألف قدم فوق مستوى سطح البحر، ولذلك تتناقض الكثافة مع الارتفاع إلى أن يبلغ تخلخل الهواء أقصاه في الطبقات العليا قبل أن ينعدم في الفضاء. ووجود الإنسان على ارتفاع دون 10 آلاف قدم فوق مستوى سطح البحر لا يسبب له مشكلة جدية حيث يستطيع الجهاز التنفسي أن يتأقلم على ارتفاع ما بين 10 إلى 25 ألف قدم، ولكن على ارتفاع أعلى يصاب بحالة الحرج الذي يضطرب فيها تنفسه بسبب الجوع للأوكسجين، ومن المسلم به أن الإنسان في عهد الوحي بالقرآن لم يعرف بِهبوط الضغط وقلة غاز ضروري للحياة كلما ارتفع في الفضاء بحيث ينتهي إلى فشل الجهاز التنفسي والموت، ومع ذلك فإن الآية تشير صراحة إلى أن صدر الإنسان إذا صعد في السماء، ناهيك أن التعبير ﴿يَصَّعَّدُ﴾ تضيف صيغته في العربية معنى الشدة مع الصعود، وسبحان من أنزل على عبده الأمي: ﴿إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ﴾ فاطر: 28