مروج و أنهار أرض العرب في الماضي والمستقبل دراسـة في الإعجاز العلمي للقرآن والسنة


من أبحاث المؤتمر العالمي الثامن للإعجاز العلمي في القرآن والسنة بدولة الكويت 1427هـ – 2006م

أ.د/ على صادق-أستاذ الجيولوجيا/ بجامعة القاهرة

يقول الله عز وجل في كتابه  الكريم :

” أَنزَلَ مِنَ السَّمَاء مَاء فَسَالَتْ أَوْدِيَةٌ بِقَدَرِهَا فَاحْتَمَلَ السَّيْلُ زَبَدًا رَّابِيًا وَمِمَّا يُوقِدُونَ عَلَيْهِ فِي النَّارِ ابْتِغَاء حِلْيَةٍ أَوْ مَتَاعٍ زَبَدٌ مِّثْلُهُ كَذَلِكَ يَضْرِبُ اللّهُ الْحَقَّ وَالْبَاطِلَ فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاء وَأَمَّا مَا يَنفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الأَرْضِ كَذَلِكَ يَضْرِبُ اللّهُ الأَمْثَالَ 17 ” ( الرعد)

ويقول الله عزوجل على لسان سيدنا ابراهيم عليه السلام:

” رَّبَّنَا إِنِّي أَسْكَنتُ مِن ذُرِّيَّتِي بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ عِندَ بَيْتِكَ الْمُحَرَّمِ رَبَّنَا لِيُقِيمُواْ الصَّلاَةَ فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِّنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ وَارْزُقْهُم مِّنَ الثَّمَرَاتِ لَعَلَّهُمْ يَشْكُرُونَ 37 ” (إبراهيم)

ذكر الله تعالى من قول نبي الله  “هود” عليه السلام وهو يدعو قومه عادا الذين كانوا يسكنون في جنوب الجزيرة العربية .

” فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ ، وَاتَّقُوا الَّذِي أَمَدَّكُم بِمَا تَعْلَمُونَ ، أَمَدَّكُم بِأَنْعَامٍ وَبَنِينَ ، وَجَنَّاتٍ وَعُيُونٍ ، إِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ ” (  الشعراء 131 – 135 )

وقال تعالى :

” وَأَنزَلْنَا مِنَ الْمُعْصِرَاتِ مَاء ثَجَّاجًا ، لِنُخْرِجَ بِهِ حَبًّا وَنَبَاتًا ، وَجَنَّاتٍ أَلْفَافًا   “( النبأ 14– 16 )

في مسند الإمام أحمد بسنده يقول الرسول ( صلى الله عليه وسلم) :

” لا تقوم الساعة حتى تعود أرض العرب مروجا وأنهارا وحتى يسير الراكب بين العراق ومكة لا يخاف إلا ضلال الطريق وحتى يكثر الهرج قالوا وما هو الهرج يا رسول الله ؟ قال القتل “

وفي صحيح مسلم بسنده عن أبي هريرة (رضى الله عنه) أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم ) قال ” لا تقوم الساعة حتى يكثر المال ويفيض حتى يخرج الرجل بزكاة ماله فلا يجد أحد يقبلها منه وحتى تعود أرض العرب مروجا وأنهارا.”

في هذه( الآيات الكريمة ) والحديثين الشريفين إشارات واضحة بأن أرض العرب (الجزيرة العربية) كانت في الماضي أرضا خضراء تتدفق فيها الأنهار والعيون وتترقرق في بعض نواحيها البحيرات الواسعة وتقوم على ضفافها جنات ومروج .. وحين يتوفر الماء بكميات كبيرة ، تطيب الحياة للإنسان  فتقام الحضارات وتزدهر المعارف وإذا شح الماء وأنعدم المطر … اندثرت تلك الحضارات وضاعت معالمها وهذا ما حدث في كثير من أجزاء أرض العرب منذ عهود بعيدة.

 

البحث كاملاً