مراحل خلق الكون بين العلم والقرآن


من أبحاث المؤتمر العالمي السابع للإعجاز العلمي في القرآن والسنة بدولة الإمارات-دبي 1425هـ -2004م

أ. مروان وحيد شعبان

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين، سيدنا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين وبعد:

إن أبرز ظاهرة تميّز بها عصرنا أنه عصر الاكتشافات العلمية، والثورة التقنية التكنولوجية، والإعجاز العلمي بناءً على ذلك يعتبر أهم وسيلة دعوية تتلائم مع معطيات زماننا، ذلك لأن الإيمان بالله تعالى ما هو إلا ثمرة تحريك العقل وإعمال الفكر قبل أن يكون مسألة عاطفية شعورية.  

ومما لايخفى على أحد، أن الداعية ينبغي أن يتسلح بسلاح المنطق السليم والبرهان القويم، ليقيم الحجة ويثبت صدق دعوته، وإن السلاح العلمي المادي يعتبر من أقوى الأدلة المقنعة للمكلفين، ذلك لأنه مشاهد ومرئي ولا يستطيع أحد أن ينكره…وإبراز مظاهر الإعجاز العلمي في هذا الصدد، والتي تتمثل في عرض الآيات الكونية العلمية مقارنة مع المكتشفات العصرية، لهو أعظم أسلوب يتفق مع ماتوصل إليه الإنسان في هذا العصر…

والذي يمعن النظر في آي القرآن الكريم، وما ورد مما صح عن النبي الكريم صلى الله عليه وسلم يلاحظ أن عدداً ليس بالقليل من الآيات والأحاديث توجه عقولنا لدراسة الآيات الكونية مع معطيات العلوم الإنسانية، ليقف الإنسان بعد ذلك على مشاهد الجلال في كتاب الله تعالى حيث يتضح له السبق القرآني في ميدان إثبات الحقائق العلمية، وهذه الحقائق تتضح وتنجلي كلما تقدم العلم، وانكشفت أستار الكون واتضحت غوامضه وبانت خفاياه، قال تعالى: سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ1).

وفي هذا البحث: « مراحل خلق الكون بين العلم والقرآن » حاولت أن أركز على ثلاثة قضايا:

الأولى: عرض مراحل خلق الكون كما وردت مسلسلة في كتاب الله تعالى، وجاءت على الشكل التالي:

1- خلق الأرض أولاً غير مدحوة.

2- خلق السموات وتسويتها.

3- ثم مرحلة دحي الأرض.

4- واستمرار توسع الكون منذ اللحظة الأولى.

وبيّنت أن من قال بتقديم خلق السموات على الأرض، قوله مجانب للصواب، ومعارض لصريح النصوص القرآنية، ودافعه لذلك رغبة شديدة لتكييف نصوص القرآن مع النظريات والفرضيات العلمية وليس مع الحقائق.

الثانية: أكَّدت على أن أقرب وأصح النظريات العلمية التي تتحدث عن مراحل خلق الكون، هي نظرية الانفجار العظيم،  وأنها لا تتعارض أبداً مع ما ورد في نصوص القرآن الكريم، وأن كثيراً من علماء الفلك اعتبرها حقيقة علمية وليست نظرية.

الثالثة: توثيق القضايا العلمية من مصادرها الأصلية، فكثير من الناس يقول: ثبت علمياً كذا وكذا، ولا يرد المسألة إلى كتب المختصين في مجالها، وهنا أسهبت في ذكر المصادر العلمية، وعرَّفت برواد علم الفلك المعاصر الذين لهم باع طويل في الدراسات والأبحاث.

وأسأل الله تعالى أن ينفعنا ويرفعنا بالقرآن الكريم، وأن يجعله إمامنا وسائقنا إلى جنات النعيم، إنه سميع مجيب.

البحث كاملاً