مراحل تكون السحاب الطبقي


مراحل تكون السحاب الطبقي

قال تعالى: ﴿أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يُزْجِي سَحَابًا ثُمَّ يُؤَلِّفُ بَيْنَهُ ثُمَّ يَجْعَلُهُ رُكَامًا فَتَرَى الْوَدْقَ يَخْرُجُ مِنْ خِلَالِهِ وَيُنَزِّلُ مِنَ السَّمَاءِ مِنْ جِبَالٍ فِيهَا مِنْ بَرَدٍ فَيُصِيبُ بِهِ مَنْ يَشَاءُ وَيَصْرِفُهُ عَنْ مَنْ يَشَاءُ يَكَادُ سَنَا بَرْقِهِ يَذْهَبُ بِالْأَبْصَارِ﴾ 24 النور: 43, ﴿يُقَلِّبُ اللَّهُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَعِبْرَةً لِأُولِي الْأَبْصَارِ﴾النور: 44

 

الدلالة النصية:

هذه الآية الكريمة تصف مراحل تكون السحاب الركامي بدءاً بإجزاء السحاب وسوقه ودفعه ثم بسط الرياح الأفقية له ونموه واجتماع قطع متفرقة وتلاحمها، ثم مع اختراق التيارات الهوائية لهذه السحب يتكاثف بخار الماء، وينزل منها ماء المطر، وأحياناً البَرَد، كما يصاحب ذلك كله ظواهر البرق والرعد.

 

الحقيقة العلمية:

تتكون السحب الركامية clouds) (Cumulatiform من ثلاث طبقات: الطبقة العليا وتتكون من بلورات الثلج والبرد، والطبقة الوسطى، وتتكون من خليط من نقط الماء فوق المتبرد وبلورات الثلج، والطبقة السفلى وتتكون من قطيرات الماء النامية، وتتكون السحب الركامية بالنمو الرأسي بسمك يتراوح من 15 20 كم، وقد يصل حجم قطع البرد النازل من السحاب الركامي في بعض الأحيان إلى حجم قبضة اليد، وتتوفر في هذا النوع رطوبة أكثر، وتكون عوامل التكوين أكبر وأقوى، ولذا تنمو السحابة رأسيا أكثر وتعطي مطرا أغزر، ويصاحبها الرعد والبرق لاختلاف شحنة القمة عن القاع، ومع الارتفاع البالغ يتكون البرد، وحينما يتكثف بخار الماء المحمول تزداد سرعة التيارات الهوائية الصاعدة، فيزداد تدفق بخار الماء، وتخترق التيارات الهوائية السحب ليتكثف بخار الماء على هيئة طبقات من أسفل إلى أعلى، وتشتمل السحب الركامية على بلورات الثلج في قممها، وعلى خليط من البرد وقطرات من ماء  شديدة البرودة  في وسطها، وعلى قطرات الماء البارد في قاعدتها؛ وتصاحبها ظواهر البرق والرعد وهطول المطر وسقوط حبات البرد وبلورات الثلج، وعندما تضعف قوة الرياح الصاعدة أو عندما تزيد حمولة التراكم على قدرة الحمل تتوقف وتبدأ المكونات في الهبوط  نحو سطح الأرض، وأول ما ينزل منها الماء، وقد يصاحبه نزول البرد، ويتكثف بخار الماء في قمم السحاب الركامي وتنمو قطرات الماء إلى أحجام كبيرة نسبياً، وتتجمد على  هيئة بلورات، وفى وسط السحابة الركامية يتحول بخار الماء إلى خليط من البرد والماء الشديد البرودة، وحينما تسقط بلورات الثلج من قمم السحب الركامية إلى أواسطها تتجمد قطرات الماء المتواجدة في وسط السحاب، وتتكون جبال البرد، ويتولد فرق جهد كهربائي أثناء تجمد محلول مائي (ظاهرة وركمان ورينولدز)، وكذلك تتولد شحنات كهربائية أثناء ذوبان الجليد (دينجر وجون وآخرون)، ولذا يرجع البرق وما يلازمه من صوت الرعد إلى التفريغ الكهربائي الناجم أساسا عن البرد.

 

وجه الإعجاز:

إن وصف هذه الآية الكريمة لمراحل تكون السحاب الطبقي من إزجاء السحاب، وبسطه ثم اجتماع قطعه المتفرقة وتراكمه نتيجة الكتل الهوائية الصاعدة، ثم نزول المطر أو البرد، وحدوث البرق والرعد، كل ذلك ورد بأسلوب شيق واضح الدلالة، رغم أن حقائق ذلك كانت مجهولة إبان نزول القرآن الكريم، مما يدل على أن المتكلم هو الله، والمبلغ هو رسول من عند الخالق العظيم، تلك هي حقيقة الإعجاز العلمي.