مراحل تكون السحاب الانبساطي


مراحل تكون السحاب الانبساطي

قال تعالى: ﴿اللَّهُ الَّذِي يُرْسِلُ الرِّيَاحَ فَتُثِيرُ سَحَابًا فَيَبْسُطُهُ فِي السَّمَاءِ كَيْفَ يَشَاءُ وَيَجْعَلُهُ كِسَفًا فَتَرَى الْوَدْقَ يَخْرُجُ مِنْ خِلَالِهِ فَإِذَا أَصَابَ بِهِ مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ إِذَا هُمْ يَسْتَبْشِرُونَ﴾الروم: 48

 

الدلالة النصية:

يبين الله تعالى في هذه الآية كيفية خلق السحاب الذي ينزل منه الماء، وذلك وفق نظام حركة الرياح في الجو، والتي ينشأ عنها تكثف بخار الماء ونزول المطر مما يصاحبه ظواهر البرق والرعد، وتشكل البرد أحياناً.

 

الحقيقة العلمية:

ينتشر هذا النوع أفقياً في صفحة السماء على هيئة انبساطية تمتد إلى عشرات الكيلو مترات المربعة في المستوى الأفقي، وبسمك لا يتجاوز عدة مئات من الأمتار، ولذا تعرف باسم السحب الانبساطية Stratiform clouds، ويحدث التكثف لبخار الماء الصاعد من البحار وغيرها تحت تأثير حرارة الشمس نتيجة ارتفاعه وتبرده في الأعالي في وجود أنوية التكاثف، ومع التكثف يتضح السحاب للعيان، وتدفعه الرياح في الاتجاه الأفقي، فتزوده بمزيد من بخار الماء، ولكن نظراً لاختلاف درجات الحرارة في داخل هذه السحب، واختلاف نسبة الرطوبة تبدو كقطع متوزعة في السماء، ونتيجة للاتساع الكبير تتباين كذلك درجات قوى الرفع داخلها من منطقة لأخرى، فتؤدي إلى تمزيقها إلى عدد كبير من القطع المتجاورة، ولا تحدث في هذا النوع من ظواهر البرد والبرق والرعد نتيجة لقلة السمك، ولكن ينزل منه المطر مباشرة عندما يكتمل نمو القطيرات في مناطق منها دون الأخرى إلى الحد الذي يسمح بنزولها على هيئة زخات متفاوتة الشدة من منطقة لأخرى.

 

وجه الإعجاز:

لقد سبق القرآن لبيان هذه الظواهر التي كان البشر على جهل تام بها وقت تنزل القرآن، حيث لم تكتشف حقيقة هذه الآلية من تشكل السحب وصدورها كسفاً ونزول المطر إلا في العصور المتأخرة، لذلك يعتبر هذا البيان مظهراً من مظاهر الإعجاز العلمي.