مختلف ألوانه


من أبحاث المؤتمر العالمي الثامن للإعجاز العلمي في القرآن والسنة بدولة الكويت 1427هـ – 2006م

أ.د. السيد عبدالستار المليجي

كلية العلوم – جامعة قناة السويس

ملخص البحث

بسم الله الرحمن الرحيم

(وَمَا ذرأ لَكُمْ فِي الأَرْضِ مُخْتَلِفًا أَلْوَانُهُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً لِّقَوْمٍ يَذَّكَّرُونَ) النحل 13  .

عرف الناس الألوان من القدم , ويتصل علم الألوان بعلوم الضوء وعلوم الكيمياء وعلوم العيون والبصريات اتصالا وثيقا , ويعتبر علم الألوان من أهم العلوم البحتة والتطبيقية في آن واحد , وتدخل الألوان في معظم حياتنا اليومية وتعتبر من أهم اسباب الجمال والبهجة في حياتنا , كما ان استخلاص الألوان وتصنيعها وتجارتها تمثل قسما هاما في التجارة العالمية المعاصرة,غير أن العلم بأسرارها الدقيقة ومعرفة الأسباب الكامنة وراء اختلافها من خلال علوم الفيزياء والكيمياء يعتبر من المعارف الحديثة ,  والطريقة التى تعرض بها القرآن الكريم لموضوع الألوان واختلافها  تدل على سبق القرآن بالإشارة الى اسس هذا العلم , ومن هذا المنطلق يعد حديث القرآن عن الألوان واختلافها من الأشارات العلمية المعجزة الدالة على أن القرآن من عند الله العليم الخبير. وهذا البحث يتناول سبق القرآن الكريم في لفت الأنظار إلى موضوع علم الألوان واسباب اختلافها والحث على البحث في أصوله العلمية وعلاقته بعلم الضوء والكيمياء واعتبار الألوان آية من آيات الله .

ويتصل بهذا الموضوع عدة آيات معجزات من القرآن الكريم وردت على النحو التالى:

في سورة الروم  22 :

ومن آياته خلق السموات والأرض واختلاف السنتكم وألوانكم إن في ذلك لآيات للعالمين .

في سورة النحل 13:

وَمَا ذرأ لَكُمْ فِي الأَرْضِ مُخْتَلِفًا أَلْوَانُهُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً لِّقَوْمٍ يَذَّكَّرُونَ  .

وفي سورة النحل 69:

ثم كلى من كل الثمرات فاسلكى سبل ربك ذللا يخرج من بطونها شراب مختلف الوانه فيه شفاء للناس . إن في ذلك لأية لقوم يتفكرون .

في سورة فاطر 27 و 28 :

(أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ أَنزَلَ مِنَ السَّمَاء مَاء فَأَخْرَجْنَا بِهِ ثَمَرَاتٍ مُّخْتَلِفًا أَلْوَانُهَا وَمِنَ الْجِبَالِ جُدَدٌ بِيضٌ وَحُمْرٌ مُّخْتَلِفٌ أَلْوَانُهَا وغر ابيب سُودٌ ، وَمِنَ النَّاسِ وَالدَّوَابِّ وَالْأَنْعَامِ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ كَذَلِكَ إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاء إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ غَفُور).

في سورة الزمر 21 :

ألم تر أن الله انزل من السماء ماء فسلكه ينابيع في الأرض ثم يخرج به زرعا مختلفا الوانه ثم يهيج فتراه مصفرا ثم يجعله حطاما . إن في ذلك لزكرى لأولى الألباب .

في سورة البقرة 69 :

قالوا ادعو لنا ربك يبين لنا ما لونها قال إنه يقول إنها بقرة صفراء فاقع لونها تسر الناظرين .  

والحقيقة العلمية الكامنة في تلك النصوص هي كون الألوان آية من آيات الله تستوجب النظر العلمى للتعرف على السنن الربانية التى تحيط بها وعلم دقيق يحتاج لبحث وتدقيق يختص به فريق من اولى العلم الدقيق  والإيمان  العميق .

ويتضح من الكشوف العلمية المعاصرة حول الألوان واختلافها ومقارنة ذلك بحديث القرآن حول الألوان كيف سبق القرآن ببيان الكثير من جوانب هذا العلم وصلته بعلوم الضوء والبصريات .

 

البحث كاملاً