فسالت أودية بقدرها


فسالت أودية بقدرها

إيجاد العلاقة بين المطر والسيح السطحي باستخدام نظرية وحدة الهيدروغراف

قال تعالى: ﴿أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَسَالَتْ أَوْدِيَةٌ بِقَدَرِهَا فَاحْتَمَلَ السَّيْلُ زَبَدًا رَابِيًا وَمِمَّا يُوقِدُونَ عَلَيْهِ فِي النَّارِ ابْتِغَاءَ حِلْيَةٍ أَوْ مَتَاعٍ زَبَدٌ مِثْلُهُ كَذَلِكَ يَضْرِبُ اللَّهُ الْحَقَّ وَالْبَاطِلَ فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاءً وَأَمَّا مَا يَنْفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الْأَرْضِ كَذَلِكَ يَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ﴾الرعد: 17

 

الدلالة النصية:

يثبت هذا النص القرآني علاقة بين المطر وسيح الماء في الأنهار حيث يجتمع فيها الماء ليشكل مجرى النهر وأحياناً يشكل بحيرة، وكل ذلك يطلق عليه اسم وادي. وفي بداية تشكل النهر يجري في تلك الوهاد إلى أن ينتهي في جريانه بعد ذلك إلى البحيرة، أو يصب في البحر، أو يصادف مكاناً ذا تربة مخلخلة يستنزف ماءه، وبذلك ينتهي النهر، فسيح الماء يكون بقدر الأودية، وهو مقدار ما سقط من المطر، فالنص هنا يُثبت أن شكل وميلان حوض النهر، ونوع التربة، ووجود الجيوب النفوذة والصهاريج والبرك التي تتشكل تبعاً لذلك يكون لها الأثر في مقدار التصريف، والذي يلفت الانتباه هنا أن النص احتوى على لفظ أودية بدل واد ليدل على الواقع الحاصل بشكل مطابق.

 

الحقيقة العلمية:

لم يكن الناس في عصر التنزيل على دراية  بتنوع البيانات والأنظمة المستخدمة في إيجاد العلاقة بين المطر والسيح، والذي صار يأخذ مصطلح وحدة الهيدروغراف، حيث يدل على تغير تصاريف النهر مع الوقت لفترة زمنية محدودة، وهي تتبع الكمية المتشكلة من سقوط الأمطار واجتماعها على سطح الأرض، وإيجاد بيانات السيح السطحي المتناسبة مع حالات أحواض الأنهار والأمطار الساقطة عليها.

 

المطابقة بين دلالة النص والحقيقة العلمية:

لقد اتضح لنا في هذا البحث كيف أن ما انتهى إليه الكشف العلمي من أن سيلان الماء فعلاً يستوعب كل الوادي، وليس مجرى النهر فحسب، وهذا هو عين ما دل عليه النص الشريف، فكان بذلك دليلاً إضافياً على أن هذا النص وكذلك القرآن الكريم وذلك بمجموعه هو كلام الله عز وجل الذي خلق المطر والأنهار والليل والنهار والبشر وكل الكائنات قال تعالى: ﴿سَيُرِيكُمْ آيَاتِهِ فَتَعْرِفُونَهَا وَمَا رَبُّكَ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ﴾النمل: 93.