ظاهرة السراب بين العلم وحقائق الكتاب


من أبحاث المؤتمر العالمي العاشر للإعجاز العلمي في القرآن والسنة بتركيا 1432هـ – 2011م

حسن يوسف شهاب الدين

 

النص المعجز:

قال الله سبحانه وتعالى:

﴿ وَالَّذِينَ كَفَرُوا أَعْمَالُهُمْ كَسَرَابٍ بِقِيعَةٍ  يَحْسَبُهُ  الظَّمْآنُ مَاء حَتَّى إِذَا جَاءهُ لَمْ يَجِدْهُ شَيْئًا وَوَجَدَ اللَّهَ عِندَهُ فَوَفَّاهُ حِسَابَهُ وَاللَّهُ سَرِيعُ الْحِسَاب {39} ﴾. [ سورة النور].

الحقيقة العلمية

تعريف ظاهرة السراب

هي  خدعة بصرية (ضوئية) تحدث نتيجة ظروف البيئة المحيطة من اشتداد درجة الحرارة والأرض المستوية ، واختلاف في معامل الانكسار مما يجعلها في حالة توهج شديد ، حيث تبدو كالماء الذي يلتصق بالأرض ليعكس صورا وهمية للأجسام ، وكأنها منعكسة عن سطح مرآة كبير, وترجع تسمية السراب عند العرب إلى سرب الماء أي جرى وسار.

السبق العلمي لدراسة ظاهرة السراب:

كان السبق في دراسة هذه الظاهرة للعالم المسلم، الحسن ابن الهيثم البصري الذي كان رائداً في هذا المجال وكان أول من أعطى تفسيراً لهذه الظاهرة بشكل علمي وفيزيائي.

وجه الإعجاز العلمي:

سيتبين للقارئ المتأمل في الآية الكريمة أن كل كلمة من كلماتها تحمل إعجازاً مبهراً وإليكم التفصيل:

قال الله تعالى: ﴿ وَالَّذِينَ كَفَرُوا أَعْمَالُهُمْ كَسَرَابٍ بِقِيعَةٍ ﴾.

لا يحدث السراب إلا في الأرض القيعة والتي تعني الأرض المستوية أو ما انبسط من الأرض ولا يتكون السراب إلا بوجود هذا المكان الخاص.

ولكن الكفار ليسوا فقط من أهل الصحراء الذين ألفوا السراب وعرفوه, بل هم في كل مكان مأهول, فمنهم من يعيش في المدن ذات الطرقات المرصوفة والأبنية الشاهقة, ومنهم من يعيش في المناطق الساحلية.

وهنا يكمن إعجاز القرآن الكريم في أن السراب يحدث في كل الأماكن التي تكون فيها الأرض منبسطة ومستوية, وهذه المعلومات عن أنواع السراب سابقة الذكر لم تكن معروفة في زمن الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم لأنها اقتصرت على السراب الصحراوي.

وفي قوله سبحانه وتعالى: ﴿ يَحْسَبُهُ  الظَّمْآنُ مَاء ﴾. الظمآن: ما اشتد عطشه و يصبح كذلك تحت ظروف الجو الحار, وهذا يدل على الشرط الثاني.

والإعجاز المبهر والذي لا جدال فيه عند أصحاب الاختصاص, تشبيه السراب بالماء وليس بالمرآة مثلما قال العلماء الغربيون فشتان ما بين الانعكاس عن سطح الماء وسطح المرآة، لأن ظاهرة السراب لا تحدث إلا بوجود الهواء المتحرك (تيارات الحمل) فتظهر طبقات الهواء متموجة مثل الماء, وهذا هو الشرط الثالث والرابع.

والمعادلة الفيزيائية لظاهرة السراب تكمن بقوله تعالى: ﴿ حَتَّى إِذَا جَاءهُ لَمْ يَجِدْهُ شَيْئًا ﴾, نستنبط من هذه الكلمات الربانية أنه كلما اقتربنا من السراب ابتعد عنا وبالتالي فإن المسافة بين عين الناظر والسراب ثابتة وهذا هو الشرط الخامس.

 

 

البحث كاملاً