سنن الفـطــرة وأثرها الوقــائي


سنن الفـطــرة وأثرها الوقــائي

روى الإمام مسلم أن رسول الله  صلى الله عليه وسلم  قال : ( عشر من الفطرة : قص الشارب وإعفاء اللحية والسواك واستنشاق الماء وقص الأظفار وغسل البراجم ( عقل الأصابع ) ونتف الإبط وحلق العانة وانتقاص الماء الاستنجاء) . ( قال الراوي ونسيت العاشرة ، إلا أن تكون المضمضة ).

 

الدلالة النصية:

يدلنا رسول الله صلى الله عليه وسلم على خصال عشر إذا التزمنا بها تكون لنا حصناً من الإصابة بالأمراض، وهي تتعلق بتنظيف وتطييب مختلف أعضاء الجسم، والتي هي مصنعة توضع قدر هائل من الكائنات الدقيقة والسموم الضارة التي تسبب الإصابة بأمراض خطيرة كالسرطان. 

 

الحقيقة العلمية:

لقد كشفت البحوث الطبية الأهمية الصحية البالغة لتطبيق هذه الخصال، وما يترتب على إهمالها من أضرار ، فترك الأظفار مجلبة للمرض ، حيث تتجمع تحتها ملايين الجراثيم المختلفة ، وبيض بعض الديدان ، وبعض الطفيليات الأولية التي يمكن أن تسبب أضرارا بالغة، خصوصاً للأطفال. وترك شعر العانة هو المسؤول عن مرض” قمل العانة ” المنتشر في أوربا ، والذي يؤدي إلى تقرحات والتهابات في هذه المنطقة ، وقد حمى الله بلاد المسلمين من هذا الوباء.

 وأما الختان فقد بينت الدراسات العلمية التي بدأت تظهر نتائجها في أمريكا قبل أكثر من عشر سنوات أن الأطفال المختونين هم أقل عرضة للإصابة بالتهاب المجاري البولية ، وأن غير المختونين أكثر عرضة للإصابة بهذا الالتهاب ب39 ضعف منه عند المختونين .

واستنتج الباحثون أن ختان المولودين له دور هام في الوقاية من التهاب المجاري البولية ، وخاصة في الأشهر الثلاثة الأولى من العمر ، والتي يكون فيها غير المختونين أكثر عرضة لحدوث التهاب شديد في مجاري البول .

ولهذا ، فقد أصدرت المنظمات الصحية لطب الأطفال في أمريكا توصياتها عام 1999 تدعو إلى ختان الأطفال بعد أن قررت أن خطر حدوث التهاب المجاري البولية في السنة الأولى من العمر عند غير المختونين يبلغ تسعة أضعاف ما هو عليه الحال عند الأطفال المختونين على الأقل . وأن سرطان القضيب نادر الحدوث جدا عند المختونين ، في حين يشاهد عند غير المختونين .

 وغسل البراجم (عقل الأصابع ، أي مفاصلها) يزيل المستعمرات الجرثومية التي تتخذ من ثنيات الجلد في هذه الأماكن كهوف وأخاديد لها ، ونتف الإبط ينظف هذا المكان المختبئ من الجلد والتي تتجمع فيه الأوساخ ، وتنمو عليها الجراثيم ، وخصوصاً الفطرية منها ، كما أن بعض الجراثيم تهوى العيش على مادة الشعر نفسها.

 

وجه الإعجاز:

إن تقرير رسول الله صلى الله عليه وسلم النبي الأمي في عصر كان خلواً من المعارف الصحية التي كشفها الله للبشر في زمننا هذا لهذه التدابير الحكيمة التي تحقق نظافة مداخل الغذاء ومخارجه وجلد الإنسان بشكل عام، وملابسه وأماكن جلوسه ونومه مما يحقق له الوقاية من أخطار الكائنات الدقيقة والسموم الضارة والتي يمكن أن تكون سبباً في مرضه أو هلاكه ليعتبر مظهراً آخر من مظاهر الإعجاز العلمي في السنة المطهرة.