سرابيل تقيكم الحر


من أبحاث المؤتمر العالمي الثامن للإعجاز العلمي في القرآن والسنة بدولة الكويت 1427هـ – 2006م

د/ سميحة بنت علي مراد

ملخص البحث

قال تعالى:”وَاللَّهُ جَعَلَ لَكُمْ مِّمَّا خَلَقَ ظِلَالاً وَجَعَلَ لَكُمْ مِّنَ الْجِبَالِ أَكْنَاناً وَجَعَلَ لَكُمْ سَرَابِيلَ تَقِيكُمُ الْحَرَّ وَسَرَابِيلَ تَقِيكُم بَأْسَكُمْ كَذَلِكَ يُتِمُّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكُمْ لَعَلَّكُمْ تُسْلِمُونَ*” (سورة النحل آية81 )

في هذه الآية الكريمة ذكر الله سبحانه وتعالى بعض النعم التي أنعم بها على خلقه وذكر منها (السرابيل) وهي الثياب من القطن والكتان والصوف كما فسرها ابن كثير رحمه الله  .  والسربال كل ما ستر باللباس من ثوب وهذه نعمة أنعم الله بها على الآدمي فإنه خلقه عاريا ثم جعله بنعمته بعد ذلك كاسيا   .

و(الحر ) يقصد به حر الشمس كما بينه المفسرون. ومعنى (تقيكم الحر) تدفع عنكم ضرر الحر .                                         

وقد أثبت العلم الحديث أن شعاع الشمس عبارة عن طيفٍ مرئي، وآخر غير مرئي حيث تلعب الإشعاعات فوق البنفسجية دوراً كيميائياً في الجلد، بينما تتسبب الإشعاعات تحت الحمـراء دوراً حراريـاً. والآشعة فوق بنفسجية أشعة خطيرة لأن 30% منها تتعمق في الطبقة الداخلية للجلد وتدمر الخلايا وتتسبب في تكوين المشتقات الطليقة والتي تتسبب في الشيخوخة والسرطان حيث أثبتت الأبحاث أن أشعة الشمس هى السبب الرئيسي وراء الإصابة بكل أنواع سرطانات الجلد مثل السرطان القاعدي و السرطان الحرشفي و السرطان القتامي ،  وقد دلت الإحصاءات أن سرطان الجلد عادة ما يصيب أجزاء الجلد الأكثر عرضة لأشعة الشمس كالوجه واليدين والقدمين والصـدر وأعلى القدمين،.وعن تأثير الأشعة فوق البنفسجية على العيون بينت الدراسات  الحديثة أن التعرض لفترات طويلة لأشعة الشمس قد يؤدي الى نشوء مرض المياه البيضاء ومرض الضمور البقعي خاصة لدى كبار السن

.لذلك فقد أصبح العلماء في جميع أنحاء العالم المتقدم يحذرون من التعرض لآشعة الشمس وينادون بارتداء الملابس الساترة لجميع الجسم.

و نطاق الأشعة فوق البنفسجيةلم تكن مفهومة أو معروفة حتى عام  1842 م .والأضرار الناتجة عنها لم تعرف إلا من زمن قريب و وقد تبين أن الوقاية من هذه الأمراض هو خير علاج لها؛ وذلك بارتداء الملابس الساترة للجسد.. لذا كان التعبير القرآني في قوله تعالى : ”وجعل لكم سرابيل تقيكم الحر ” تعبير معجز حقا؛ حيث ثبت أن الملابس تعكس وتشتت موجات الأشعة فوق البنفسجية الضارة فتقي الإنسان من الهلاك  هذا يدل على إعجاز القرآن العظيم وسبقه العلمي وبيانه لأهمية الستر والتحذير من التعري الذي جعله عقوبة وجزاء {يَابَنِيۤ آدَمَ لاَ يَفْتِنَنَّكُمُ الشَّيْطَانُ كَمَآ أَخْرَجَ أَبَوَيْكُمْ منَ الْجَنَّةِ يَنزِعُ عَنْهُمَا لِبَاسَهُمَا لِيُرِيَهُمَا سَوْءَاتِهِمَآ }الأعراف 27

 

البحث كاملاً