دقائق مبهرة في قصة الخلق


من أبحاث المؤتمر العالمي الثامن للإعجاز العلمي في القرآن والسنة بدولة الكويت 1427هـ – 2006م

د/ مصطفى محمد عبد المنعم محمد موسى

أستاذ علم الأجنة والتشريح بكلية الطب – جامعة المنصورة

ملخص البحث

تعتبر آيات علم الأجنة في القراَن الكريم أحد مجالات الإعجاز في كتاب الله التي تشهد لصدق الرسالة مصداقاً لقوله تعالي (إن هو إلا ذكرٌ للعالمين، ولتعلمن نبأه بعد حين)، لكنها تميزت عن باقي مجالات الإعجاز أن الله تعالى قد أقامها أيضاً برهاناً على صدق البعث والقيامة مصداقاً لقوله تعالى (يأيها الناس إن كنتم في ريبٍ من البعث فإنا خلقناكم من ترابٍ ثم من نطفةٍ ثم من علقة….. الآية).  ومن دراسة آيات علم الأجنة في القراَن الكريم  يتضح لنا بعض الخصائص المميزة لهذه الآيات وهي:

أولاً: أنه يوجد عدد كبير من الآيات تتحدث عن علم الأجنة ربما أكثر من أي مجال آخر من مجالات الإعجاز.

ثانياً: أن الدراسة العلمية لكل آية من هذه الآيات على حده تثبت صدقها وتطابقها مع الواقع العلمي المشاهد.

ثالثاً: أنه لم يثبت على كثرة آيات الإعجاز وجود آية واحدة تحمل بياناً يتعارض مع آية أخرى  أو مع أي حقيقة علمية مشاهدة مصداقاً لقوله تعالي (ولو كان من عند الله لوجدوا فيه اختلافا كثيرا).

رابعاً: أن هذه الآيات تتكامل مع بعضها البعض لتكون قصة متكاملة تحكي أطوار الجنين من قبل بدء الحمل إلى ما بعد الولادة في تتابعٍ مذهل ودقة بالغةٍ.

خامساً: إن هذه الآيات التي كونت هذه القصة المتكاملة توجد متناثرة في القراَن الكريم  وأنها قد توالى نزولها من بدايات  العهد المكي إلى نهايات العهد المدني ولا تتكون قصة خلق الجنين وتتضح إلا حين نجمع هذه الآيات المتناثرة ونرتبها  حسب التسلسل الزمني المطابق لمراحل خلق الجنين.

سادساً: من الدراسة المقارنة بين مراحل خلق الجنين وزمن نزول الآيات الدالة عليها يتضح أن آيات تتحدث عن مراحل متأخرة من خلق الجنين قد نزلت في أوائل العهد المكي بينما آيات أخرى تتحدث عن مراحل بدائية قد نزلت في أواخر ما نزل من القراَن الكريم  فلم تنزل الآيات في مكان واحد من القراَن الكريم  أو على ترتيب واحد من الأحداث المتسلسلة وإنما نزلت هذا النزول المعجز على مدار زمن التنزيل زيادة في الإعجاز والتحدي ولتثبيت القلب لاستحالة أن يستطيع بشر أن يأتي بهذه المعجزات المتراكبة مصداقا لقوله تعالى (وقالوا لولا نزل عليه القراَن جملة واحدة، كذلك لنثبت به فؤادك ورتلناه ترتيلا). فإذا أردنا مزيدا من الإعجاز المبهر الذي يسمو فوق مقدرة البشر نجد أن بعض الأحاديث النبوية الثابتة قد أضافت مزيداً من التفصيل الذي يتكامل ما جاء فيه مع قصة خلق الجنين في آيات القراَن الكريم وبلا أدنى مخالفة للحقائق العلمية رغم ما تتميز به الأحاديث النبوية من خصائص في  نصوصها ونسقها بما يخالف خصائص نصوص ونسق القراَن الكريم بما يشهد لصدق الرسالة إذ يستحيل لبشر أن يتحدث صادقاً بمنهجين مختلفين  .وصدق الله تعالى القائل 🙁 سنريهم آياتنا في الآفاق وفي أنفسهم حتى يتبين لهم أنه الحق، أولم يكف بربك أنه على كل شيءٍ شهيد ).

 

البحث كاملاً