حاسة السمع بين القرآن الكريم والعلم الحديث


من أبحاث المؤتمر العالمي السابع للإعجاز العلمي في القرآن والسنة بدولة الإمارات-دبي 1425هـ -2004م

د. محمود محمد الشورى

اهتم القرآن الكريم كثيرا بالسمع وقدمه على باقي الحواس وامتن به على الإنسان وفيما يلي بعض مظاهر الاهتمام وملامح الإعجاز في القرآن الكريم والسنة المطهرة.

معنى السمع في القرآن الكريم:

تتضمن كلمة السمع في القرآن مدى واسعا من المعاني كما يلي:

01 الإحساس المجرد بالصوت بلا فهم كقوله تعالى:

﴿وَمَثَلُ الَّذِينَ كَفَرُوا كَمَثَلِ الَّذِي يَنْعِقُ بِمَا لَا يَسْمَعُ إِلَّا دُعَاءً وَنِدَاءً صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ فَهُمْ لَا يَعْقِلُونَ﴾

02 الإحساس بالصوت مع الفهم كما في قوله جل وعلا:

﴿أَفَتَطْمَعُونَ أَنْ يُؤْمِنُوا لَكُمْ وَقَدْ كَانَ فَرِيقٌ مِنْهُمْ يَسْمَعُونَ كَلَامَ اللَّهِ ثُمَّ يُحَرِّفُونَهُ مِنْ بَعْدِ مَا عَقَلُوهُ وَهُمْ يَعْلَمُونَ﴾

03 الإحساس بالصوت مع الفهم بالإضافة إلى الاقتناع والإيمان والطاعة:

﴿إِنَّمَا يَسْتَجِيبُ الَّذِينَ يَسْمَعُونَ وَالْمَوْتَى يَبْعَثُهُمُ اللَّهُ ثُمَّ إِلَيْهِ يُرْجَعُونَ﴾

﴿وَمَا أَنْتَ بِهَادِي الْعُمْيِ عَنْ ضَلَالَتِهِمْ إِنْ تُسْمِعُ إِلَّا مَنْ يُؤْمِنُ بِآيَاتِنَا فَهُمْ مُسْلِمُونَ﴾

وهذه المعاني الثلاثة لكلمة السمع تتوافق مع ما هو معروف في علم وظائف الأعضاء من مراحل التعرف على الصوت والتي تتضمن الإحساس sound perception والتمييزsound discrimination ثم الوظائف العليا الأخرى للمخ والتي تتضمن العواطف والإرادة و التصرفات.

كما فرق القرآن الكريم بين السمع والاستماع والإنصات فالسماع قد يكون بقصد أو بدون قصد أما الاستماع فهو قصد السماع بغية فهم المسموع أو الاستفادة منه وأما الإنصات فهو السكوت والسكون وترك الأشغال بقصد الاستماع. قال تعالى:

﴿وَإِذَا قُرِئَ الْقُرْآنُ فَاسْتَمِعُوا لَهُ وَأَنْصِتُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ﴾

السمع في الآخرة:

يعد سماع التسليم والتحية من أفضل نعيم المؤمنين كقول الله تعالى.

﴿لَا يَسْمَعُونَ فِيهَا لَغْوًا وَلَا تَأْثِيمًا، إِلَّا قِيلًا سَلَامًا سَلَامًا﴾

 

البحث كاملاً