تأثير القسط الهندي على الجهاز التنفسي


من أبحاث المؤتمر العالمي العاشر للإعجاز العلمي في القرآن والسنة بدولة تركيا1432هـ – 2011م

د/ منال عثمان حمزة كردي القطان

أستاذ مساعد – كلية التربية بجدة  – الأقسام العلمية

ملخص البحث

بدأت في الآونة الأخيرة دعوة “للعودة إلى الطبيعة من أجل صحة آمنة” ، وذلك من خلال التطبب بالإعشاب للتقليل من الأخطار الناتجة عن الإفراط في استخدام العقاقير أدى  في السنوات الأخيرة  إلى تفاقم مشكلة ظهور سلالات من الأحياء الدقيقة مقاومة لمضادات الحيوية في أنحاء مختلفة من العالم، وقد أصبح الناس أكثر إدراكاً لهذه الحقيقة وللآثار الجانبية الناجمة عن مضادات الحيوية ، وقد بدأوا يبحثون عن البدائل الطبيعية في علاج الكثير من الأمراض التي تصيب الإنسان ، ومنها أمراض الجهاز التنفسي الذي قد يلحقه الضرر نتيجة لدخول بعض تلك الإحياء من خلال عملية التنفس عن طريق الأنفإلى جسم الإنسان، ويسبب أمراضاُ خطيرة في الرئة من أبرزها داء الرشاشيات الذي يسببه فطر  Aspergillusniger الذي ينمو في القصبات الهوائية ، كما أن هناك حالة من الرشاشية الدخناء A.fumigatus الذي يغزو التجاويف الخراجية في الرئتين  أونسيج الرئتين بالإضافة إلى الإصابات المتعددة في الجيوب الأنفية ، الرئة ، القلب ، الكلى ، المخ والجلد ، وغالبًا تظهر الإصابة بتلك الفطريات لدى الأشخاص الذين لديهم ضعف في المناعة أو نتيجة الاستخدام المفرط لمضادات الحيوية بالإضافة إلى صعوبة علاج الإصابات المتسببة عن تلك الفطريات.  كما تعد خميرة Candida albicans من مسببات الأمراض الانتهازية التي تسبب أمراضاً وخيمة في الصدر، والذي يعرف بالفطار Mycosis. ومن هذا المنطلق نجد أن الطب النبوي الذي أورثه لنا رسولنا الكريم سيدنا محمدصلى الله عليه وسلم هو الإعجاز الذي وقف العلم الحديث في تفسير أدق نتائجه حيث أوصانا صلى الله عليه وسلم بالتداوي

بالقسط الهندي من خلال حديثه صلى الله عليه وسلم (لا تعذبوا صبيانكم بالغمز من العذرة وعليكم بالقسط) بالإضافة إلى قوله صلى الله عليه وسلم (عليكم بهذا العود الهندي ، فإن فيه سبعة أشفية : يستعط به العذرة ، ويلد به من ذات الجنب ). والقسط الهندي أو البحري الذي ذكر في الأحاديث السابقة هو نوع من الجذور النباتية المستخدمة في علاج الإصابات الصدرية حيث إن المقصودبالسعوط في الحديث هو الاستنشاق بالقسط عن طريق الأنف ، ويكون ذلك عند الإصابة بأمراض الجهاز التنفسي عامة كالربو ، نزلات البرد ، التهاب اللوزتين والحلق والبلعوم والسعال والحمى والسل ، أما العذرة (بضم العين ) وجع في الحلق يهيج من الدم وهذا التفسير يوافق في الطب أمراض الحلق التي تترافق باحتقان دموي سواء أكان التهاب لوزات أو التهاب لهاة أم التهاب بلعوم لأنه يحل البلغم المتجمد في القصبة الهوائية ، يسهل عملية التقشع، ويفيد في معالجة الالتهابات الشعبية والرئوية بجميع أنواعها بما في ذلك السل الرئوي خصوصاً وأنه يعتبر مادة مطهرة تخفف من عسر التنفس (متولي ، 2005م). وقد أثبتت هذه الدراسة العلمية الحديثة أن للقسط الهندي فعالية عالية في تثبيط نمو كلاً من A.niger , A.fumigatus  and C.albicans المستخدمة فيها خاصة في التركيزات العالية منه ، ولهذا تتضح أهمية العلاج بهذا النبات والذي أوصانا به نبينا الكريم صلى الله عليه وسلم منذ 1400 قرن ، وقبل وصول الإنسان إلى التطور والتكنولوجيا وهو العلم الذي تلقاه من لدن حكيم خبير لقوله تعالى : (وماينطق عن الهوى، إن هو إلاوحىٌ يوحى)، وهذا هو الأساس العلمي الذي يجب علينا كمسلمين اتباعه حيث إننا نملك أكبر الكنوز العلمية في البحث العلمي ألا وهي القرآن الكريم والسنة النبوية .

 

البحث كاملاً