الغضب وآثاره الخطيرة


الغضب وآثاره الخطيرة

 

روى البخاري في صحيحه أن رجلا قال للنبي صلى الله عليه وسلم أوصني قال :” لا تغضب ” فردد مرارا قال : ”  لا تغضب” . رواه  البخاري

 

الدلالة النصية:

من المعلوم في ميدان الطب أن الوقاية خير من العلاج، وهنا نجد رسول الله صلى الله عليه وسلم يرشدنا إلى ترك الانفعال والإنجرار مع داعية الغضب، ويؤكد ذلك مرات ثلاث، مما يدل على أضرار ذلك الإنجرار، حيث إنه في كل مرة يقول : (لا تغضب)، وما ذلك إلا لتجنيبه الآثار المترتبة على الغضب.

 

الحقيقة العلمية:

أبدت دراسة حديثة نشرت في مجلة الطب الباطني Archives of Internal Medicine  أن الرجال سريعي التوتر والغضب أكثر عرضة من نظرائهم الأكثر هدوءا للإصابة بأزمة قلبية بحوالي ثلاث مرات ، وحتى وإن لم يكن لديهم تاريخ عائلي لجلطة في القلب فقد قام الباحثون بتحليل معلومات مسجلة عن 1300 طالب من جامعة جونز هوبكنـز في الفترة    ما بين 1948 – 1964 وتابعوا 1055 رجلا . وتبين للباحثين أن ذوي المزاج العصبي ، والذين يغضبون بسرعة كانوا أكثر عرضة للإصابة بمرض شرايين القلب التاجية. وكانت الدراسات السابقة قد أظهرت أن أصحاب الشخصيات العدوانية كانوا أشد تعرضا للإصابة بأمراض شرايين القلب والسكتات الدماغية، ويعتقد الباحثون أن  لذلك علاقة بالانطلاق المفرط لهرمون الأدرينالين والنور أدرينالين ، وهي الهرمونات التي تنطلق في الدم استجابة للشدة والضغوط أو الصدمة ، فتقبض الأوعية الدموية ، وتسرع القلب وتحفزه على العمل بصورة أقوى لتزويد الجسم بالدم .

والغاضبون أكثر عرضة للإصابة بارتفاع ضغط الدم، فقد أظهرت دراسة حديثة نشرت في مجلة JAMA  في 22 أكتوبر 2003 أن الغاضبين والذين يتصفون بالعدوانية هم أكثر عرضة للإصابة بارتفاع ضغط الدم بنسبة الضعفين .

ويقول رسول الله صلى الله عليه وسلم 🙁 إذا غضب أحدكم وهو قائم فليجلس، فإن ذهب عنه الغضب، وإلا فليضطجع) . رواه أبو داود في سننه.

 

وجه الإعجاز:

هذا الحديث لم يكن أحد يدرك مغزاه من الناحية العلمية أو الطبية . وقد أكدت الدراسات العلمية أن هرمون الأدرينالين والنور أدرينالين يتضاعف مستواهما في الدم عندما يكون الإنسان في وضعية الوقوف ، ويزداد مستواهما أكثر عندما يكون الإنسان في حالة الغضب أو الانفعال . وهذان الهرمونان مسؤولان عن الفرار أو المواجهة Fight or Flight  ، حيث يزيدان من عدد ضربات القلب ، ويرفعان ضغط الدم ،و يهيئان الجسم لوضعية المواجهة أو الهروب . وهكذا فعند تغيير وضعية الإنسان من الوقوف إلى الاضطجاع يخف مستوى إفراز هذين الهرمونين، وتخف حدة الغضب . وهذا مصداق ما جاء به رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل أكثر من 14 قرناً من الزمان .