الزيتون وزيته والطب الحديث


الزيتون وزيته والطب الحديث

شجرة الزيتون شجرة مباركة أقسم الله تبارك وتعالى بها حين قال: ) وَالتِّينِ وَالزَّيْتُونِ * وَطُورِ سِينِينَ وَهَذَا الْبَلَدِ الْأَمِينِ ( [التين: 1-3] كما أشار الله_ تبارك وتعالى_ إلى فوائد تلك الشجرة بقوله: ) وَشَجَرَةً تَخْرُجُ مِن طُورِ سَيْنَاء تَنبُتُ بِالدُّهْنِ وَصِبْغٍ لِّلْآكِلِينَ ( [ المؤمنون : 20 ]. جاء في تفسير الخازن “تنبت بالدهن” أي تنبت، وفيها الدهن، وقيل تنبت بثمرة الدهن، وهو الزيت.

الدلالة النصية:

أمر النبي صلى الله عليه وسلم بأكل الزيتون ودهان الجسد به حين قال: “كلوا الزيت وادهنوا به، فإنه من شجرة مباركة” رواه الترمذي.

والمبارك هو كثير النفع والفوائد، وبما أن الشجرة كثيرة النفع والفوائد، فالزيت الخارج منها لابد أن يكون كذلك.

الحقيقة العلمية:

يعتبر زيت الزيتون أفضل مادة دهنية لمعالجة أمراض القلب وتصلب الشرايين ، و له أثر فعال في الوقاية من الحموضة وقرحة المعدة ، وله تأثير إيجابي على مرضى السكر ، وعلاج للذين يعانون من السمنة المفرطة ، ويساعد زيت الزيتون الجسم على تحمل الضغوط النفسية والإرهاق ، ويزيد من مناعة الجسم ضد الأمراض ، ويقوي الشرايين والأوعية الدموية. وهو ملطف وملين ومدر للصفراء ومفتت للحصى ، ومفيد لمرضى السكري ، ويمكن إضافة عصير الليمون إليه.

زيت الزيتون والكولسترول :

يحتوي زيت الزيتون على فيتامين هـ ( E ) المعروف بدوره المضاد للأكسدة. وترجع الفوائد الصحية لزيت الزيتون إلى غناه بمضادات الأكسدة، وبالأحماض الدهنية اللامشبعة الوحيدة، وقد بينت نتائج الأبحاث أن زيت الزيتون يخفض مستوى الكولسترول الكلي والكولسترول الضار ، دون أن يؤثر سلبا على الكولسترول المفيد، وبالتالي يمكنه أن يقي من حدوث تصلب الشرايين.

 زيت الزيتون والسرطان :

 أظهرت العديد من الدراسات أن هناك تناسبا عكسيا بين تناول زيت الزيتون وبين حدوث عدد من الأورام السرطانية، حيث وجد أن هناك علاقة وثيقة بين تناول زيت الزيتون و انخفاض معدل حدوث سرطان الثدي والمعدة. وأن تناول الزيت يقي من عدد كبير من السرطانات مثل سرطان القولون ، سرطان الرحم وسرطان المبيض.

وتشير الإحصاءات أن استعمال زيت الزيتون في الغذاء يخفض الإصابة بسرطان الثدي 35 %. وتعتبر أسبانيا أقل البلاد في إصابة سرطان الثدي لدى النساء.

أظهر عدد من الدراسات الوبائية أن هناك تناسبا عكسيا بين تناول زيت الزيتون، وبين حدوث عدد من السرطانات. وأكثر هذه الدراسات أكدت العلاقة الوثيقة بين تناول زيت الزيتون، وانخفاض معدل حدوث سرطان الثدي والمعدة. وأثبتت عدة دراسات أخرى: بأن تناول زيت الزيتون والفواكه والخضراوات يمكن أن يقي من عدد آخر من سرطان القولون ، وسرطان الرحم ، وسرطان المبيض.

وجه الإعجاز:

لقد أثبتت الأبحاث الطبية والكيميائية الحيوية في السنوات العشر الأخيرة فوائد جمة لزيت الزيتون، بينما كان اعتقاد الأطباء وغيرهم حتى وقت قريب أن زيت الزيتون لا يختلف عن كثير من الزيوت من حيث الفوائد والمضار، وتلك الفوائد تشمل النواحي الغذائية والعلاجية، ونحن  نلاحظ كل يوم اكتشاف المزيد من تلك الفوائد الوقائية والعلاجية لهذا الزيت المبارك، مما يتطابق مع ما أخبرنا به رسول الله صلى الله عليه وسلم، فكان ذلك مثالاً آخر من أمثلة الإعجاز العلمي … والله أعلم…