التوجيهات النبوية في حفظ المجتمع من الأوبئة ومنع إنتشارها  


التوجيهات النبوية في حفظ المجتمع من الأوبئة ومنع إنتشارها

 

عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : سمعت رسول الله  صلى الله عليه وسلم يقول : » لا يبولن أحدكم في الماء الدائم الذي لا يجري ثم يغتسل فيه« رواه البخاري ومسلم، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: » إذا استيقظ أحدكم من نومه فلا يغمس يده في الإناء حتى يغسلها ثلاثاً، فإنه لا يدري أين باتت يده« رواه مسلم، وروى البخاري بسنده عن ابن عباس رضي الله عنهما: ( نهى النبي صلى الله عليه وسلمأن يشرب من فيّ السقاء« رواه البخاري، وقال صلى الله عليه وسلم: »غطوا الإناء وأوكوا السقاء، فإن في السنة ليلة ينزل فيها وباء لا يمر بإناء ليس عليه غطاء أو سقاء ليس عليه وكاء إلا نزل فيه من ذلك الوباء) « رواه مسلم.

الدلالة النصية:

في هذه النصوص يرشدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى قواعد في مجال الوقاية الصحية، وذلك تماشياً لملابسة ذرائع السقم والتعرض للملاحقات من الجراثيم والكائنات الدقيقة ونواقل الأوبئة.

الحقيقة العلمية:

يعتبر الماء الراكد وسطاً ملائماً للكائنات الدقيقة، ومن ذلك نمو الكثير من البكتريا، كالكوليرا والسالمونيلا، والشيجلا، وغير ذلك، كما تحتاج كثير من الديدان كالزحار الأميبي والديدان المستديرة والبلهارسيا إلى الماء لإكمال دورة حياتها خارج جسم الإنسان ، ويساعد التبول والتبرز على نمو هذه الديدان، وسرعة تكاثرها، وانتشارها ؛لذلك نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن التبول في الماء الراكد الذي لا يجري نوع وقاية من التلوث، لأنها تحمي الإنسان من الإصابة بهذه الكائنات الممرضة. عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : سمعت رسول الله  صلى الله عليه وسلم يقول : » لا يبولن أحدكم في الماء الدائم الذي لا يجري ثم يغتسل فيه« رواه البخاري ومسلم.

وقد وردت عدة نصوص ترشد إلى حماية الإنسان من أسباب السقم والضرر والأذى، فمن ذلك لوقاية الماء من التلوث أيضا نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن إدخال المستيقظ من النوم يده في الإناء قبل أن يغسلها ويطهرها فلعله مس أو حك بها سوأته أو عضواً مريضاً متقرحاً من جسمه وهو نائم. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: »إذا استيقظ أحدكم من نومه فلا يغمس يده في الإناء حتى يغسلها ثلاثا فإنه لا يدري أين باتت يده« رواه مسلم. ولحفظ الماء من التلوث أيضاً نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن الشرب من فم السقاء. فقد روى البخاري بسنده عن ابن عباس رضي الله عنهما: » نهى النبي صلى الله عليه وسلمأن يشرب من فيّ السقاء«.

إن الإرشاد إلى تغطية آنية الطعام وربط قرب الماء منعاً لتلوثها بالجراثيم المحمولة عبر الرياح، والتي قد تنتقل من أماكن بعيدة، فتسبب انفجارات وبائية مدمرة لانتشار الأوبئة فقال صلى الله عليه وسلم: »غطوا الإناء وأوكوا السقاء فإن في السنة ليلة ينزل فيها وباء لا يمر بإناء ليس عليه غطاء أو سقاء ليس عليه وكاء إلا نزل فيه من ذلك الوباء « رواه الإمام مسلم، نتيجة تنوع العوامل الجوية العديدة التي قد تؤثر في تكاثرها وحركتها وانتشارها،ويقرر الحديث أيضا أن الأطعمة والأشربة وسط ملائم لانتشار الأوبئة من خلالها، وأنه يمكن الوقاية منها بتغطية الآنية والأسقية، وقد أثبت العلم الحديث أن هناك أوقاتاً معينة في فصول السنة يصعب تحديدها أو التنبؤ بها يمكن أن تحمل الرياح فيها أعداد هائلة من الجراثيم المتحوصلة ومن أماكن بعيدة جداً إلي أماكن معينة، فتسبب انفجار وبائياً لبعض الأمراض.

وجه الإعجاز:

 من خلال مطالعتنا لهذه الأضرار الصحية التي قد يصل أثرها السيء إلى حد التسبب بالوباء الذي يستأصل الآلاف من بني البشر، ندرك قيمة هذه الإرشادات التي سبقت إلى تقرير تلك القواعد التي تحفظ صحة بني الإنسان في زمن كان كل الناس على جهالة تامة بها،  فمن أخبر النبي  صلي الله عليه وسلم بهذه الحقائق الدقيقة، إنه الله جل في علاه القائل : ) وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى * إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى(النجم : 3-4.