التمر شفاء من السم


التمر شفاء من السم

أخبر النبي صلى الله عليه وسلم أن في التمر شفاء ووقاية من خطرين عظيمين يتعرض لهما البشر كل يوم،  ألا وهما: السم والسحر. فعن عائشة رضي الله عنها أن النبي  صلى الله عليه وسلم قال : (( إن في عجوة العالية شفاء – أو أنها ترياق – أولاً لبكرة) رواه مسلم، وقال أيضاً: (من تصبح بسبع تمرات عجوة لم يصبه سم ولا سحر) رواه أحمد.

الدلالة النصية:

يخبرنا الرسول صلى الله عليه وسلم أن تناول سبعة تمرات عجوة قبل الطعام (على الريق) فيه وقاية من السم والسحر، كما أنه يكون سبباً للشفاء من ذلك حال الإصابة. 

 الحقيقة العلمية:

يتعرض الجسم البشري يومياً لعدة أنواع من السموم منها:

1- السموم الخارجية : والتي يمكن أن تتمثل في:

( أ ) لدغ العقارب والحيات والهوام.

(ب ) التسمم بالمواد السامة عن طريق الفم أو الأنف أو الجلد.

(ج) التسمم الناتج من بعض العقاقير والأدوية.

كما يتعرض لعدة أنواع من السموم التي تنتج داخل الجسم.

2- السموم الداخلية ومنها:

( أ ) سموم مفرزة من كائنات حية دقيقة مثل السموم التي تفرز من أنواع كثيرة من الجراثيم كما في مرض التيفود والخناق وجراثيم التسممات الغذائية.

(ب ) السموم الناتجة من عمليات التمثيل الغذائي، وما ينتج عنها من تفاعلات كيماوية معقدة داخل بعض أجهزة الجسم، كما في الكبد والكليتين .

مكونات التمر:  

 تحتوي التمور على نسبة عالية من السكريات تزيد عن 85% من وزنها الجاف، فالجلوكوز يكون 38% والفركتوز يكون 35% فالجلكوز و الفركتوز : سكريات حلوة الطعم  تولد الطاقة التي تستخدم في تسيير كثير من التفاعلات الحيوية التي تجري داخل الخلايا، والفركتوز يتميز بعدم احتياجه إلى انسولين عند استخدامه في إنتاج الطاقة، و بالتالي لا يمثل عبئا على مرضى السكر، كما يحتوي على البروتينات2,2% والدهون حوالي  4,%، كما تحتوي التمور على حوالي7% من وزنها ألياف و لها دورها في منع أمراض سوء الهضم والإمساك و أمراض القولون كما أن لها تأثير جيد على تقليل نسبة الكوليسترول في الدم، وتحمي من تصلب الشرايين .كما تحتوي التمور على كميات من الأملاح المعدنية والعناصر النادرة حيث أطلق عليها لقب منجم، لغناها بالمعادن. فتناول 100جم من التمر يمد جسم الإنسان بكامل احتياجاته من كل من المغنيسيوم والمنجنيز والنحاس والكبريت، وبنصف احتياجاته من الحديد، وربع احتياجاته من كل من الكالسيوم والبوتاسيوم. ويحتوي التمر على كمية من الحديد أكبر من كمية النحاس والزنك. واحتواء التمر على العناصر المعدنية الصغرى بكميات مناسبة بالإضافة لاحتوائه على نسبة عالية من البوتاسيوم والصوديوم يعكس أهميته الغذائية للبشر. فالعناصر المعدنية: خاصة (البوتاسيوم) يساعد في القدرة على التفكير، والفوسفور اللازم لاستمرار الحياة، و انتظام نبضات القلب، و نقل الإشارات العصبية. و(الحديد)الذي يدخل في تكوين هيموجلين الدم.(والكالسيوم)الذي يدخل في تكوين العظام والأسنان ، وله دور مهم في مقاومة التسمم بالرصاص. كما تحتوى ثمار البلح على عنصر (اليود)الذي ينشط الغدة الدرقية و الهرمون الخاص بها، كما يوجد في التمر مجموعة من

الفيتامينات نذكر منها :

فيتامين أ : فيتامين الإبصار ، ضروري لسلامة و صحة الجلد ، يدخل في عمليات التمثيل الغذائي داخل الخلايا . نقصه يؤدي إلى مرض “العشى الليلي” .

فيتامين د : مضاد لمرض الكساح ، تحافظ على تركيز الكالسيوم في الدم له دور في حركة العضلات و الفعل الحيوي للغدد.

فيتامين ب1 : (الثيامين): ضروري للمحافظة على سلامة الأعصاب ، نقصه يؤدي إلى فقدان الشهية و الإصابة  بمرض البري بري .

فيتامين ب2: (الريبو فلافين): يدخل في تركيب كثير من الأنزيمات ، ليشترك في عمليات الأكسدة الحيوية ، نقصه يؤدي إلى تشققات في زاويا الفم.

فيتامين ب3 : (حمض النيكوتينيك أو النياسين): يقي من مرض البلاجرا ، نقصه يؤدي الى اضطراب الأعصاب و الصداع و ضعف الذاكرة  .

حمض البانثوثينييك: فيتامين مضاد للإجهاد ، و يساعد في عمليات التمثيل الغذائي نقصه يؤدي الى اضطراب في عمليات التمثيل الغذائي ، و تساقط شعر الرأس.

حمض الفوليك: و هو العامل المضاد للأنيميا الحادة ، يلعب دورا هاما في تخليق الأحماض النووية ، يقي من مرض تصلب الشرايين.

وجه الإعجاز:   

بعد بحوث عديدة ومشاهدات استمرت لعشرات السنين ثبت للعلماء من خلال تجارب أن للعجوة أثراً فعالاً في منع آثار السم والسحر، مما يتطابق مع خبر الرسول صلى الله عليه وسلم الذي لا ينطق عن الهوى، فكان ذلك مثالاً آخراً من أمثلة الإعجاز العلمي في السنة المطهرة.