الإعجاز العلمي في لون العسل وعلاقته بحصوات الكلى


من أبحاث المؤتمر العالمي العاشر للإعجاز العلمي في القرآن والسنة بدولة تركيا 1432هـ – 2011م

أحــمــد بـــن ســـطال

أستاذ مساعد مكلف بالدروس بجامعة الجلفة

(أ)    النص المعجز

الآية :

يقول تعالى : ﴿ وَأَوْحَى رَبُّكَ إِلَى النَّحْلِ أَنْ اتَّخِذِي مِنْ الْجِبَالِ بُيُوتًا وَمِنْ الشَّجَرِ وَمِمَّا يَعْرِشُونَ (68) ثُمَّ كُلِي مِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ فَاسْلُكِي سُبُلَ رَبِّكِ ذُلُلًا يَخْرُجُ مِنْ بُطُونِهَا شَرَابٌ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ فِيهِ شِفَاءٌ لِلنَّاسِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ(69)﴾

الحديث :

قال صلى الله عليه وسلم  :« نعم الشراب العسل يرعى القلب ويذهب برد الصدر».

(ب)  الحقيقة العلمية المرتبطة بالنص

– للعسل ألوان مختلفة تتراوح بين الأبيض المائي والناصع و العنبري الفاتح والفاتح جدا، وكذلك الغامق هذه الأصباغ هي من مشتقات الكلورفيل والكاروتين والزازنتوفيل وصبغات غير معروفة بعد ، كما أن من أكثر الأسباب تأثيرا بلون العسل هي كمية الأملاح المعدنية التي تسبب زيادتها زيادة في درجة اللون الأغمق للعسل ، كما أن اختلاف تركيب التربة الكيماوي يؤدي إلى اختلاف لون العسل ، وذلك أن رحيق الأزهار يعتمد اعتماداً كبيراً على ما يمتصه النبات من المعادن التي في التربة.

حصوات الكلى هي كتل صلبه مكونة من بلورات صلبه صغيره جداً ، يتفاوت حجمها من حجم صغير لا يرى بالعين المجردة  إلى حجم كبير ، قد تتكون هذه الحصوات في أحواض الكلى ، أو في الحالبين أو تسقط في المثانة ، مما قد يحدث انسداداً في مجرى البول أو قلة إدراره ، وهذا بالطبع يؤدي إلى  تضخم في الكلية أو حدوث التهابات شديدة في المسالك البولية ، ولحصوات الكلى  أنواعا متعددة  نذكر منها:

حصاوى الكالسيوم : وهي بدورها أنواع متعددة مثل أوكسالات الكالسيوم (Calcium Oxalate)حيث تشكل  70% إلى 80% من الحصوات و فوسفات الكالسيوم (Calcium Phosphate) و الحصيات الإنتانية المختلطة    (( Mixed Infective Stones   و التي تُشكل 15% من إجمالي الحصيات البولية  وتكون أكثر حدوثاً عند  النساء.

تظهر هذه الحصوات نتيجة لحدوث خلل في تمثيل الكالسيوم والفسفور في الجسم وحدوث ارتفاع للكالسيوم و للأوكسالات في البول مما يؤدي لتكوين أوكسالات الكالسيوم الغير ذائبة نسبياً في البول وتمثل النسبة العظمى خصوصا عند الرجال.  

كثيرا ما كانت الأبحاث الخاصة  بالإعجاز العلمي تقوم بعملية المطابقة بين الحقيقة العلمية وبين النص القرآني أو الحديث الشريف ، لكن في بحثنا هذا  نحاول  ربط ما جاءت به الآية من  اختلاف لألوان العسل وتأثير ذلك على حصوات الكلى ، وكيف أن المولى عز وجل ربط اختلاف الألوان بالشفاء ، وذلك بالاعتماد على طريقة التطبيق إذ أننا قمنا داخل المخبر باختيار نوعين من العسل يختلفان في اللون ، وأجرينا عليهما تجارب لمعرفة مدى تأثير كل نوع على تشكل حصوات الكلى هذا من ناحية ، ومن ناحية أخرى  سنحاول لماذا أوصى المصطفى عليه السلام بشراب العسل وكيف أن استخدام العسل مذابا في الماء وبنسب مختلفة يؤدي إلى نتائج مختلفة.

(ج)  وجه الإعجاز في النص

من خلال بحثنا هذا تبين أن اختلاف ألوان العسل له دور في الوقاية من حصوات الكلى ، وخلصنا أيضا إلى أن النص القرآني معجز في كل كلمة من كلماته ، وليس هذا فحسب بل حتى كلام المصطفى عليه الصلاة والسلام  كان معجزا عندما أوصى بشراب العسل ، وذلك من خلال  إيجاد علاقة بين الشراب المختلف ألوانه المذكور في الآية السابقة و بين تشكل حصوات الكلى.

 

البحث كاملاً