الإعجاز العلميّ في قول الله تعالى_ وعلّم آدم الأسماء كلَّها

من أبحاث المؤتمر العالمي الثامن للإعجاز العلمي في القرآن والسنة بدولة الكويت 1427هـ – 2006م

أ.د. ظافر بن علي القرني

أستاذ علوم هندسة المساحة – جامعة الملك سعود– الرّياض

تقدّمت العلوم والمعارف اليوم تقدّمًا عظيمًا بعد قرونٍ متطاولة من البناء المعرفي المتواصل إلى أن أصبحت معلوماتها تعالج آليًّا في هيئة رقميّة. وعُرف عن هذه المعلومات أنّها ذات شقين: كمّي ونوعي. وقد انصرف المهتمّون بالتّقنية إلى معالجة المعلومات الكميّة المعتمدة على الأعداد، بعد أن ساعدتهم آلة الحاسوب على ذلك؛ وأغفلوا، إلى حدٍّ بعيدٍ، المعالجة الآليّة للمعلومات النّوعيّة المعتمدة على الكلمات، لصعوبتها، ولكون الآلة لم تيسّر لهم ذلك أول الأمر. إذن، في الوقت الذي كانت تعالج المعلومات الكمّيّة بطريقة آليّة أو شبه آليّة، كانت المعلومات النّوعيّة تعالج بطريقة غير آليّة، أي بواسطة الإنسان نفسه، ثمّ يُجمع نتاج نوعي المعلومات في محصّلةٍ واحدة، بحسب التّخصّص، لتستخدم في أغراضها المختلفة. ولمَّا زادت رغبة الإنسان في جعل الآلة تقوم مقامه في أعماله كلّها دون أيّ تدخّلٍ منه، أيقن بأهميّة معالجة المعلومات النّوعيّة آليًّا، فشرع في جعل الآلة تتعامل معها تعاملها مع الكمّيّة منها. وهنا ظهرت مكانة الأسماء (العقبة الكؤود في معالجة المعلومات)، لعجز الإنسان أن يأتي بها متمايزة، دون لبس، لتتمكّن الآلة بعد تغذيتها بها من معالجتها ذاتيًّا، والوصول إلى النّتيجة المرجوّة دون خطأ. قادت هذه الحقيقة إلى النّظر في قول الله تعالى: (وعلّم آدم الأسماء كلّها)، وقول الرّسول الأمين: (بعثت بجوامع الكلم)، فتبيّن للباحث الإعجاز العلميّ العظيم في هذين النّصين العظيمين، فأثبته؛ وبيَّن بالدّليل أن لفظ اسم لم يتداول في اللّغة العربيّة بشكلٍ ظاهرٍ مبين إلاَّ بعد نزول القرآن الكريم على محمد بن عبدالله عليه الصلاة والسّلام. فمن الّذي علّم النّبي الأميّ، في الأمّة الأميّة أن معضلة العلم ستكون في الأسماء وستظلّ، لينصّ عليها في القرآن الكريم؟ وما البعد الإعجازي في إخباره النّاس أنَّه: أوتي جوامع الكلم؟. هذان سؤلان مهمّان يجيب عليهما البحث، ويدعو الباحثين المنصفين إلى إعادة النّظر في تصنيف العلم، وتعليمه، لتنهض الأمّة الإسلاميّة على هدى من أمر ربّها ورشاد.

 

البحث كاملاً