الإعجاز الطبي في أحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم عن عجب الذنب .


من أبحاث المؤتمر العالمي السابع للإعجاز العلمي في القرآن والسنة بدولة الإمارات-دبي  1425هـ  – 2004م

د. محمد علي البار

لقد أوضحت أحاديث المصطفى صلى الله عليه وسلم  قضايا كثيرة في جسم الإنسان وفيما سواه من الأمور التي لم يكشف عنها اللثام إلا في الآونة الأخيرة ، كما لا يزال بعضها يحتاج إلى المزيد من التقدم في العلوم الكونية حتى تتضح كل أبعاد حقائقها الرائعة البعيدة الغور الصعبة المنال مصداقاً لقول الله تعالى: {سنريهم آياتنا في الآفاق وفي أنفسهم حتى يتبين لهم أنه الحق} ( فصلت: 53).

ومن جملة هذه الأحاديث تلك الأحاديث المتعلقة بعجب الذنب والتي أوضحت أن جسم الإنسان كله يركب منه عند تكوين الجنين ، كما أن ما يبقي منه في التراب هو الذي يعاد تركيبه يوم القيامة بأمر الله تعالى .

بعض الأحاديث الواردة في عجب الذنب :

1-    أخرج البخاري في صحيحه عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ” ما بين النفختين أربعون ، قال : أربعون يوماً ؟ قال أبو هريرة : أبيت ، قال : أربعون شهراً ؟ قال : أبيت ، قال: أربعون سنة ؟ قال: أبيت ، أي أن أبا هريرة أبي أن يحدد الأربعين هل هي يوماً أو شهراً أو سنة ) قال : ( أي أبو هريرة يرفعه إلى النبيصلى الله عليه وسلم ) : ” ثم ينـزل الله من السماء ماءً ، فينبتون كما ينبت البقل ، ليس من الإنسان شئ إلا يبلي إلا عظماً واحداً ، وهو عجب الذنب ، ومنه يركب الخلق يوم القيامة ” (صحيح البخاري ، كتاب التفسير ، سورة الزمر الآية 86 ج8/551 وسورة النبأ الآية 18 ج8/689 الطبعة السلفية بمصر تصوير دار المعرفة بيروت).

أخرج الإمام مسلم في صحيحه مثله عن أبي هريرة وجاء فيه: “كل ابن آدم يأكله التراب إلا عجب الذنب، منه خلق ومنه يركب” ، وفي لفظ أخر له: “وليس من الإنسان شئ إلا يبلي إلا عظماً واحداً هو عجب الذنب، ومنه يركب الخلق يوم القيامة “( صحيح مسلم بشرح النووي، دار الفكر، بيروت، كتاب الفتن ج18/91، 92 ).

وفي لفظ آخر لمسلم أيضاً: “إن في الإنسان عظماً لا تأكله الأرض أبداً فيه يركب يوم القيامة. قالوا: أي عظم هو يا رسول الله؟ قال: عجب الذنب”.

وأخرجه أبو داود في سننه عن أبي هريرة بلفظ: ” كل أبن آدم تأكل الأرض إلا عجب الذنب منه خلق وفيه يركب” (سنن أبي داود ج4 الحديث رقم 4743، كتاب السنة، ذكر البعث والصور، ترقيم وتعليق محمد محيي الدين عبد الحميد، دار الفكر، بيروت).

وأخرجه الإمام مالك في الموطأ: باللفظ السابق (تنوير الحوالك شرح موطأ مالك للإمام السيوطي، كتاب الجنائز ج1/238، دار الندوة الجديدة، بيروت).

 

البحث كاملاً