الإعجاز التاريخي والأدبي والتربوي في سورة يوسف

من أبحاث المؤتمر العالمي الثامن للإعجاز العلمي في القرآن والسنة بدولة الكويت 1427هـ – 2006م

أ.د عبد الحليم عويس

أستاذ التاريخ الإسلامي والحضارة الإسلامية –جامعة الإمام محمد بن سعود

ملخص بحث

هناك إعجاز تاريخي واضح ينفرد به القرآن في حديثه عن قصة يوسف (عليه السلام).

فعلى الرغم من أن المنهاج القرآني في التعامل مع التاريخ لا يلجأ إلى التحديد التاريخي ، والزماني ؛ المفصل للوقائع ، ويكتفي بالإشارة الإجمالية الضرورية ؛ التي تجعل الوقائع موصولة بزمان ومكان محددين ؛ وليس بتجريدات هلامية .. بعيداً عن التحديد الزماني الضيق؛ الذي يلتزم به المؤرخ؛ نظراً لأنه لا يريد حصر مضامينه في المناخ التاريخي ، ونظراً لتباين المؤرخين الدائم والمستمر في اجتهاداتهم ؛ حتى في تواريخهم القريبة منهم ، والمعاصرة لهم ، وهو ما يكون من شأنه تعريض القرآن للتكذيب من بعضهم ..

مع ذلك .. وعلى الرغم من أن القرآن يكتفي بذكر الأزمان الضروري ذكرها .. إلا أنه على الرغم من هذا المنهج الذي يعتمده القرآن في التعامل مع التاريخ والزمان ، كما يعتمده

ـ في رأينا ـ مع كثير من العلوم الأخرى التي يقدم بعض صور السبق الإعجازيّ فيها .. مقدماً المفاتيح والإشارات والتلميحات ليترك للعقل وتطور العلم ـ مساحة اجتهادية كافية … وحتى لا يصادر حق العلم في البحث والتطور.

على الرغم من هذا إلا أننا نجد قصة يوسف في القرآن قد حسمت قضية تاريخية اختلف حولها المؤرخون … لقد أثبتت السورة صحة الرأي القائل بأن يوسف دخل إلى مصر ، وبعده أسرته في عهد الرعاة (الهكسوس)؛ حيث أطلقت على الحاكم مصطلح (ملك) ، ولم تطلق مصطلح (فرعون) الذي وقع فيه كتاب التوراة .  

 

البحث كاملاً