الأسس العلمية لاختبار البصمة الوراثية في القرآن والسنة


ملخص بحث: الأسس العلمية للبصمة الوراثية في القرآن و السنة

من أبحاث المؤتمر العالمي العاشر للإعجاز العلمي في القرآن والسنة بتركيا 1432هـ – 2011م

د.محمود عبدالله إبراهيم نجا

كلية طب- جامعة المنصورة- مصر

النص المعجز:

من أحاديث الفراش: (الولد لصاحب الفراش).

من أحاديث القيافة: (أبصروها فإن جاءت به أكحل العينين سابغ الاليتين خدلج الساقين فهو لشريك بن سحماء. فجاءت به كذلك فقال النبي صلى الله عليه وسلم, لولا ما مضى من كتاب الله لكان لي ولها شأن), و حديث الرجل الذي اشتكي أن لون ابنه غير لونه (فلعل ابنك هذا نزعه عرق).

من آيات التصوير: (هُوَ الَّذِي يُصَوِّرُكُمْ في الأرحام كَيْفَ يَشَاءُ), (وَلَقَدْ خَلَقْنَاكُمْ ثُمَّ صَوَّرْنَاكُمْ ثُمَّ قُلْنَا لِلْمَلائِكَةِ اسْجُدُوا لآدَمَ).

و من أحاديث التصوير: (إذا مر بالنطفة اثنتان و أربعون ليله بعث الله إليها ملكا فصورها و خلق سمعها وبصرها و جلدها و لحمها وعظامها ثم قال يا رب اذكر أم أنثى فيقضى ربك ما يشاء ويكتب الملك ).

* الحقيقة العلمية:

إذا كان الجماع الأول بين الرجل و المرأة في الفراش ينتهي بانتهاء الشهوة, فان كل جماع أدى إلى الولد لا يمكن أن ينفض أبدا أو أن يُجهل أطرافه, و ذلك لأن هناك جماعاً ثانِياً لا يمكن أن ينفض أبدا يتم بين ماء الرجل و ماء المرأة, و يؤدى إلى تكوين النطفة الأمشاج التي منها الولد بكل صفاته الشكلية المميزة له و التي تأتي من الحمض النووي بداخل النطفة الأمشاج, مع العلم بأن كل صفة شكلية في الجنين يقابلها صفة جينية علي الحمض النووي.

* وجه الإعجاز:

في زمن لم يكن فيه للعلم التجريبي وجود يُذكر أو آلة تُعرف, و لم يكن بمقدور أي أحد معرفة كيف تُخلق الأجنة في بطون الأمهات, أو كيف تنتقل الصفات الوراثية من الآباء إلي الأبناء عبر الحمض النووي للنطفة الأمشاج, في ذلك الزمن البعيد منذ ما يزيد علي أربعة عشر قرنا من الزمان, جاء الحبيب محمد صلي الله عليه و سلم الذي لا ينطق عن الهوى بالحق المبين و بالعلم اليقين الذي لم يعرفه العلم الحديث إلا منذ أعوام قليلة, فقرر أن ولد المرأة إذا حدث علي نسبه نزاع فانه يكون لصاحب الفراش أي للذي جامع في الفراش, ثم بين لنا كيف نتعرف علي صاحب الفراش دون هتك لستر أحد, فبين كيف نستخدم أبرز الصفات الشكلية للجنين في التعرف علي أبيه الحقيقي الذي جاءت منه النطفة من خلال القيافة المبنية علي أسس علم الوراثة كما نعرفها في زماننا, فأخبرنا صلي الله عليه و سلم عن الفرق بين الصفة الموروثة و الصفة المكتسبة, مبينا أن هناك تصوير من النطفة قبل خلق الأعضاء و هو ما أسماه العلم الحديث نسخ الحامض النووي الموجود في النطفة و ترجمته إلى بروتينات الأعضاء. كما بين صلي الله عليه و سلم أن الصفات الموروثة تأتي من كلا الأبوين, و بين أيضا أن الصفات الوراثية للولد قد تميل إلى نطفة الأب أو نطفة الأم أو كليهما, و لهذا أخذ النبي صلى الله عليه وسلم بالشبه وبين سببه, بل انه صلي الله عليه و سلم قد بين لنا أن الصفات الوراثية منها السائد و المتنحي, و أن الصفة السائدة هي التي تستخدم في القيافة أما المتنحية فلا تستخدم.

و لما كان الحمض النووي يعتبر بمثابة الصورة للجسد، فالتصوير هو أدق الألفاظ لوصف العلاقة بين الحمض النووي و الجسد, و لوصف انتقال الصفات الوراثية من الآباء إلي الأبناء. و باستخدام كلمتي الخلق و التصوير بين لنا رب العزة في القرآن الأسس العلمية للبصمة الوراثية, و شرح لنا العلاقة بين الحمض النووي و الجسد, فبين أن الحمض النووي يعتبر صورة مطابقة للجسد, و أن الحمض النووي يطلق عليه صورة حسنة لأنها تطابق صاحبها و تدل عليه, و أنه لا يوجد كائنان لهما نفس الحمض النووي، و لذا أطلق على نفسه اسم المصور, أي (الذي صَوَّر جميع الموجودات ورتبها فأَعطى كل شيء منها صورة خاصة يتميز بها على كثرتها). ثم بين لنا رب العزة أنه لا يمكن أن يتشابه الحمض النووي لفردين من نفس الجنس البشرى لحدوث التصوير التحسيني. و ختم رب العزة كلامه عن التصوير في القرآن بوصفه للحمض النووي لذرية بني آدم بأنه يعتبر بمثابة صورة مركبة للجسد, نصفها من الأب و الآخر من الأم, و يمكن فصل النصفين عن بعضهما, و التعرف على كروموسومات الأب و الأم بسهولة (اختبار البنوة). فالبصمة الوراثية تعتبر رؤية غير مباشرة لأصحاب الفراش دون كشف للعورات, و تعتبر أقوي من القيافة، لأنها تمكننا من أن نحيط بكل الصفات الجينية, فكأننا بالبصمة الوراثية عقدنا مقارنة كاملة بين كل الصفات الشكلية للولد و أبيه و لكن من خلال الصفات الجينية المقابلة للصفات الشكلية.

 

البحث كاملاً