إشارات إعجازية فى تكوين لبن الأنعام


في قوله تعالى : ( و إن لكم في الأنعام لعبرة نسقيكم مما في بطونه من بين فرث و دم لبناً خالصاً سائغاً للشاربين ) . [سورة النحل : الآية 66] .
من أبحاث المؤتمر العالمي العاشر للإعجاز العلمي في القرآن والسنة بتركيا 1432هـ – 2011م
د/حامد عطيه محمد
أستاذ بكلية الطب البيطرى- جامعة الزقازيق- مصر

لقد أدرك البشر منذ زمن بعيد العلاقة بين إدرار اللبن وما يتناوله الحيوان من غذاء، وأن الحيوان يهلك إذا ما حرم من الغذاء، ولكنهم لم يعرفوا العملية التي يتم بها تحول هذا الغذاء إلى لبن أو لحم أو عظم أو أي مادة أخرى .وجاء العلم الحديث ليبين لنا مراحل تكوين اللبن خالصاً سائغاً للشاربين فيكشف لنا من آيات الله اللطيف الخبير ما جاء مطابقاً لما أخبرنا به القرآن عن أسرار تكون اللبن في بطون الأنعام ، ويظهر عظمة إنعام الخالق المنعم على عباده .

المعنى اللغوي:
اختلف المفسرون في معنى الآية الكريمة بسبب اختلافهم في فهم مدلولات بعض الألفاظ فتصور البعض أن عبارة “من بين” جاءت للتبعيض أي من بعض الفرث أو من بعض الدم ، بينما رأى آخرون أنها مكانية أي من مكان بين الدم والفرث . الإعجاز اللغوي في قوله تعالى:(وإنَّ لَكُمْ في الأنْعـامِ لَعِبْرَةً).
ذُكرت (عبرة) هنا بصيغة «نكرة» حيث تعتبر دليلا على أهميته الفائقة. وكما يقول الراغب في كتاب المفردات «عِبرَة» من مادة عَبْر وتعني العبور والانتقال من حالة الى أخرى، وهنا حيثُ يرى المعتبرُ حالةً يدلكُ من خلالها على حقيقة لا يمكن ملاحظتها أطلقوا على ذلك «عبرة».وعليه فانَّ مفهوم الآية هو بمقدوركم اَنْ تصلوا الى معرفة الله وعظمة وعلم وقدرة مُبدىء الخلق العظيم من خلال ملاحظة أسرار وعجائب الحيوانات.

مراحل تكون اللبن من بين الفرث والدم  :
يتم تكوين اللبن في الأنعام بالتنسيق المحكم والتدرج الدقيق بين الجهاز الهضمي والجهاز الدوري والجهاز التناسلي عن طريق الغدد اللبنية في الضروع وغيرها من  الأجهزة حيث جعل الله لكل جهاز وظيفة وأعمالاً خاصة يقوم بها ليتكون – في نهاية المطاف – اللبن الخالص السائغ للشاربين. ويمكن أن نجمل مراحل تكون اللبن كالآتي
1- عملية الهضم فى الكرش( تحول العلف الى فرث):
2- عملية استخلاص الأحماض الدهنية من بين الفرث :
3 عملية استخلاص من بين الدم :
يتم تكوين اللبن بواسطة الغدد الثديية او الضرع عن طريق عمليتين هامتين:
أ- المرحلة الأولى:  ترشيح بعض مكونات اللبن من مجرى الدم
ب- المرحلة الثانية:  تركيب مكونات اللبن الأخرى بواسطة التمثيل الغذائى  الخلوى

التركيب التشريحي للضرع:
صمم الخالق‏ (‏ سبحانه وتعالى‏)‏ ضروع الأنعام وضروع غيرها من الحيوانات الثديية بحكمه بالغة كي يمكنها من إنتاج اللبن لإرضاع صغارها‏,‏ واستفادة الإنسان منه‏.‏ فضروع الأنعام رباعية التركيب‏,‏ وتتدلي أربطه خاصة من الحوض لرفعها وحمايتها مما تتعرض له من صدمات خاصة عندما تمتلئ باللبن‏,‏ ويثقل وزنها.
استطاع العلماء حديثا معرفة كيف يتكون اللبن في بطون الأنعام بعد أن اكتشاف أسرار الجهاز الهضمي ومعرفة وظائف أعضائه ، وبعد اكتشاف الدورة الدموية وعلاقتها بعملية امتصاص المواد الغذائية من الأمعاء ودخولها في الدم، وقد استغرق ذلك فترة من الزمن لتطوير الأجهزة واكتشاف الأسرار استمرت قرابة خمسة قرون .يتم تكوين اللبن في الأنعام بالتنسيق المحكم والتدرج الدقيق بين الجهاز الهضمي والجهاز الدوري والجهاز التناسلي عن طريق الغدد اللبنية في الضروع وغيرها من  الأجهزة حيث جعل الله لكل جهاز وظيفة وأعمالاً خاصة يقوم بها ليتكون – في نهاية المطاف – اللبن الخالص السائغ للشاربين.
يكفى أن نعلم أنه من أجل إنتاج لتر واحد من الحليب في ثدي الحيوان يجب أنْ يمرَّ ما يقارب خمسمائة لتر من الدم خلال هذا العضو كي يتم امتصاص المواد اللازمة من البروتينيات,‏ والكربوهيدرات‏,‏ والدهون‏,‏ والعناصر والفيتامينات والهرمونات اللازمة  لتكوين ذلك اللتر من اللبن. استطاع العلماء حديثا معرفة كيف يتكون اللبن في بطون الأنعام بعد أن اكتشاف أسرار الجهاز الهضمي ومعرفة وظائف أعضائه ، وبعد اكتشاف الدورة الدموية وعلاقتها بعملية امتصاص المواد الغذائية من الأمعاء ودخولها في الدم، وقد استغرق ذلك فترة من الزمن لتطوير الأجهزة واكتشاف الأسرار استمرت قرابة خمسة قرون .
وجاء العلم الحديث ليبين لنا مراحل تكوين اللبن خالصاً سائغاً للشاربين فيكشف لنا من آيات الله اللطيف الخبير ما جاء مطابقاً لما أخبرنا به القرآن عن أسرار تكون اللبن في بطون الأنعام ، ويظهر عظمة إنعام الخالق المنعم على عباده .

 

البحث كاملاً